مدينة كاشان

تحتفظ مدينة كاشان في ذاكرتها أنّها من أقدم الحضارات الإنسانية التي شهدتها الكرة الأرضية. حيث إن الأعمال التنقيبة التي قام بها علماء الآثار التاريخية في تلال ( سيلك ) التي تبعد ثلاث كيلومترات عن المدينة الحالية، أشارت إلى وجود حضارة قديمة في هذه المنطقة، تعود إلى الألف السابع وحتى الرابع قبل الميلاد.

من ينظر إلى الواقع المعاصر لمدينة كاشان يبدو أمامه المخطّط المعماري التاريخي والاسلامي القديم للمدينة، فضلاً عن وجود آثار كثيرة لنشاطات واسعة وعامة في الفنون المعمارية ولا شك أن مدينة كاشان تأتي في المرتبة الرابعة بعد أصفهان وشيراز ويزد، من حيث كثرة وجود الآثار والمباني والبقاع التاريخية ومنها بقعة السلطان مير أحمد التي تقع في محلة بالاسم نفسه. وهي تعتبر من آثار العصر الصفوي وهناك بقعة السلطان عطا بخش التي تقع خارج المدخل القديم للمدينة باتجاه أصفهان في شارع ( الملاّ حبيب الله شريف ). وهناك بقعة وتكية طاهر ومنصور التي تعتبر من أهم تكايا كاشان التاريخية، وتقع في منطقة تحمل الاسم نفسه. وهناك بقعة مير يشانة التي تقع في أحد أزقّة شارع محتشم باسم زقاق باقبان. وتعتبر من آثار العصر الصفوي وهناك بقعة حبيب بن موسى التي تعتبر من المزارات القديمة المهمة في المدينة، حيث يعود بناؤها الأصلي إلى القرن السابع الهجري .وبالإضافة إلى البقاع الموجودة داخل المدينة التي ذُكرت آنفاً، فإن هناك العديد من البقع التي تحيط بالمدينة في الأرياف والقرى المحيطة بها. منها بقعة السلطان علي بن محمد باقر في مشهد أردهال، وبقعة بيرداود، وبقعة بابا أفضل في مرق، وبقعة بي بي شاه زينب تبعد عن المدينة بثلاثين كيلومتراً، وبقعة السيد محمد الصانع ومحمد إسماعيل في قرية أزوار، وبقعة السيد محمد الأوسط في جوشقان، ومقبرة محتشم وغيرها.ويوجد الكثير من المساجد والمدارس والقلاع والاسواق في كاشان ومنها مسجد مير عماد الذي يقع إلى الجنوب من ساحة فيض وإلى جانب السوق الكبيرو المسجد الجامع الذي يعتبر من أقدم المباني التاريخية في كاشان ومسجد وزير الذي يعود بناؤه إلى عهد الشاه عباس الثاني الصفوي و مسجد ومدرسة آقا، وهي من المدارس المعروفة في كاشان ومجمع قلعة جلالي وهو من آثار السلطان جلال الدين مَلِكْشاه السلجوقي وسور كاشان القديم الذي يقع في الجنوب الغربي من المدينة، ولم يبق سوى القسم الجنوبي الشرقي منه و وتزخر كاشان بمجموعة أُخرى من الآثار التاريخية، بالإضافة إلى ما ذكرناه آنفاً، منها عدد كبير من الحمّامات الآثرية القديمة، مثل حمّام مير عماد، وحمّام خان، وحمّام السلطان مير أحمد، وحمّام ملاّ قطب الذي شيّده مولانا قطب الدين محمد أحد علماء القرن العاشر الهجري في عام 966 للهجرة يوجد في كاشان العديد من البيوت الأثرية الواسعة والقديمة ذات القاعات الكبيرة المزينة بالزخارف والمرايا والرسوم، ويعود بعضها إلى العصر القاجاري، والبعض الآخر إلى العصر الصفوي.وكذلك مجموعة الأسواق القديمة الأثرية التي تقع في مركز المدينة، والتي شُيّدت طبقاً للفنّ المعماري الاسلامي الاصيل .