حامل الراية ينبوع الادارة
عدد المساهمات : 37 نقاط : 115 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/01/2010
| موضوع: مدينة طليطلة الإثنين يناير 18, 2010 4:05 pm | |
| مدينة أندلسية عريقة في القدم وأسم طليطلة تعريب للاسم اللاتيني "توليدوث" (Tholedoth) وكان طليطلة تسمى مدينة الأملاك لأنها كانت دار مملكة القوط ومقر ملوكهم. الموقع تقع في وسط إسبانيا على بعد 75 كيلو متر من العاصمة الأسبانية مدريد ، وتقع على مرتفع منيع تحيط به أودية عميقة تتدفق فيها مياه نهر تاجة. ويحيط وادي تاجة بطليطلة من ثلاث جهات مساهما بذلك في حصانتها. التأسيس مدينة طليطلة بنيت على الأرجح من كلام المؤرخين في زمن الأغريق قبل أن يدخلها الرومان، اذ دخلها الرومان منذ عام 190 قبل الميلاد فازدهرت في عصرهم وحصنوها بالأسوار. ثم دخلها القوط الغربيون وأطلقوا عليها اسم المدينة الملكية، وبينما كان آخر ملوك القوط مشغولا بإخماد ثورة قام بها أهالي مدينة بنبلونة ببلاد البشكنس وصلته أنباء الفتح الاسلامي ونزول جيوش المسلمين بجبل طارق عام 712م فاتجه بجنوده جنوبًا لملاقاة المسلمين الذين كانوا بقيادة القائد المسلم طارق بن زياد، فالتقى الجيشان في موقعة وادي لكة، وانتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا على جيوش القوط، ثم تقدم طارق بن زياد بجيوشه نحو الشمال فاتحًا شذونة ، ومدور ، وقرمونة ، وأستجة، وانتهى جيش المسلمين فيما بعد إلى طليطلة دار مملكة القوط، وأهتم المسلمون بطليطلة اهتمامًا خاصًا وفرضوا عليها سلطانهم من قرطبة عاصمة الأندلس في عصرهم وشهدت طليطلة كسائر المدن الاسلامية ازدهارا علميا وعمرانيا كبيرا في تلك الحقبة ، ثم مرت طليطلة بعدة فتن وأحداث بعد ذلك حتى أقبل ألفونسو بجيوشه، وحاصر المدينة، ودخلها واغتصبها من القادر بالله، فخرج له عنها في شهر صفر 487هـ / مايو عام 1085م. وهكذا سقطت مدينة طليطلة في أيدي الصليبين وقد أحدث سقوط طليطلة في أيدي القشتاليين دويا هائلا في أنحاء العالم الاسلامي وقد حاول المرابطون والموحدون استرداد طليطلة ولكن جهودهم المتواصلة أخفقت وأصبحت هذه المدينة قاعدة هامة للقشتاليين. المعالم و الأثار أسهمت طليطلة في الحركة الفكرية في الحضارة الاسلامية إسهامًا بارزًا، وكانت مركزًا علميًا مهمًا في الأندلس، وبرز فيها جماعة من العلماء الذين كانت لهم إسهامات في علوم شتى، وكان الفقه من العلوم التي حظيت دراستها بقسط وافر من العناية والاهتمام على نحو لافت للنظر من أهل طليطلة، ولوجود الظروف التي كانت تساعد على ذلك الاهتمام. كانت الحياة الفكرية في طليطلة في عصرها الاسلامي خصبة وثرية، واشتملت على اتجاهات علمية متنوعة ما بين علوم دينية وأخرى فكرية فضلا عن آداب وفنون شتى، وقد شارك في تلك الحياة الفكرية أجيال متعاقبة من العلماء والأدباء وغيرهم، حتى إذا سقطت طليطلة في أيدي نصارى الأسبان نزح كثير من هؤلاء عن طليطلة إلى غيرها من مدن الأندلس واستمروا في عطائهم الفكري. ومن اهم معالم طليطلة ساحة ثوكودوبير أو سوق الدواب، وهو أسم الساحة الرئيسية للمدينة وسوقها الرئيسي في غابر الأزمان وما يزال يمثل قلب المدينة وملتقى الحركة فيها، غير أن تجارتها وبضائعها اختلفت وتغيرت. ومن أهم المساجد الباقية في طليطلة الى اليوم مسجد المردوم وهو الوحيد الباقي من آثار المساجد في طليطلة، اذ تحولت جميعها إلى كنائس منذ نهاية القرن العاشر، بعد أن استباحها الفونسو السادس في عام 1085م. ومن معالمها ايضا متحف سانت كروثو ،الكاثار (القصر)، الترانستو و كنائس سان خوان دي لو ريس، سانتياغو دل ارابال، معبد كريستو دي لا لوث، متحف بيكتوريو ماتشو، وصومعة كريستو دي لا بيغا. اضافة الى أحتوائها على متاحف تحوي الدرر النفيسة من تماثيل الحجر والمرمر والقاعة البلورية في احد متاحفها التي علقت في خزائنها الشفافة ملابس الملوك المسلمين الذين حكموا الأندلس.وتزين عبارة (لا غالب إلا الله)جدران تلك القاعة الجميلة .
| |
|