هوية الذين جاءوا إلى قتال الإمام الحسين (عليه السلام) ::

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم




هوية الذين جاءوا إلى قتال الإمام الحسين (عليه السلام) ::

السؤال : إن الذين جاءوا من الكوفة إلى كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام من هم _ ماعدا قوادهم _ من حيث المذهب والعقيدة ؟

الجواب : يظهر خلاف ما تصوره البعض بأنهم كانوا شيعة ، بل كان الجيش الأموي متشكل من الخوارج والمنافقين الذين قاتلوا الإمام عليا عليه السلام لانحرافهم عن الحق ، والذين أبعدهم الإمام الحسين عليه السلام عن حكومته ، بل كان أكثرهم مرتزقة ومأجورين من غير العرب من الموالين . حيث كانت حكومة بني أمية تستغلهم لإخماد الثورات الداخلية .

بعبارة أخرى : وإن كان أهل الكوفة في عصر خلافة الإمام علي عليه السلام شيعة ، لكنهم بعد شهادة الإمام عليه السلام ، وحكومة بني أمية تفرقوا في البلدان وتشردوا من قبل ولادة بني أمية المجرمين مثلا :


نصب معاوية زياد بن سمية الفاسدة حاكما على الكوفة وكتب إليه : (( اقتل كل من كان على دين علي ورأيه ، فقتلهم ومثل بهم ))
((كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي عليه السلام فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ليعرضهم على البراءة من علي ))


وكتب العلامة الاميني رضوان الله عليه (( وكان اشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة من بها من شيعة علي عليه السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهم بهم عارف لأنه كان مهم أيام علي عليه السلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشردهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم ))


خلاصة الكلام :


ما اتبعه بنو أمية من إرهاب وإرعاب للشيعة ، حتى وصل الأمر انه خلت الكوفة من الشيعة في زمن الإمام الحسين عليه السلام سوى فئة صغيرة لا يتجاوز عددهم أربعة أو خمسة آلاف نفر . وعندما تولى عبيد الله بن زياد ولاية الكوفة ألقى القبض على هؤلاء الأفراد وزجهم بالزنزانات ، فقبل إن يصل الإمام إلى الكوفة كانت هذه الفئة الشيعية المؤقتة المخلصة في زنزانات ابن زياد .

وعندما هلك يزيد عليه اللعنة ، وانتقل ابن زياد من الكوفة إلى البصرة ، استطاعت هذه الفئة الشيعية أن تكسر أبواب الزنزانات وتخرج طالبة بثارات الحسين عليه السلام ، وعندئذ كان قد مضى على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام أربع سنوات ، وكان قبل نهضة المختار ، وقد كان زعيمهم الشيخ الكبير (سليمان بن صرد الخزاعي ) وقد ناهز 93 من عمره الشريف . تحرك سليمان مع جماعة من المؤمنين نحو الشام حتى التقى بجيش بني أمية فقاتلوا قتالا عظيما حتى استشهد جميعهم رحمهم الله .
كتب العلامة المامقاني (ره) : (( قبل أن يدخل الإمام الحسين بن علي عليه السلام إلى ارض العراق ، كان ابن زياد قد ألقى القبض على (4500)من الشيعة وزج بهم في السجون ، وقد بقوا في ظلمات السجون أربع سنوات تقريبا وكان بينهم سليمان بن صرد الخزاعي .

وعلى هذا ما نقله ابن الأثير من سبب تخلف هؤلاء عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام خوفهم على أنفسهم ثم تابوا بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وعرفوا بجماعة (التوابين) بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ،جبرانا لماضيهم ، لا أساس له .


فعلى هذا ، أن قاتلي الإمام الحسين عليه السلام لم يكونوا من الشيعة من أهل الكوفة ،بل بمجموعة مختلطة من الخوارج والمرتزقة والمنافقين والمطرودين عن الساحة السياسية في زمن حكومة الإمام علي عليه السلام والفارين من حكومة الإمام الحسين عليه السلام والمأجورين المرتزقة من غير العرب .

______________

موفقين لكل خير